آ مـ ـ ــير الــحب
.:. عضـــو مــاســى .:.
كم تشبهٌ الخريف ياعمري ..
لياليكـ مثل أوراقه البالية ..
كلما هبت ريح الأمس النائم ..
رأيتك ياعمري تائها مضمحلاً ..
لا تقوى حتى على المكوث قليلا ..
كي تدعني أسترجع أنفاسي ..
لعلي أرى نظرة من عينيك ..
ترسل في دفئا حنونا ..
دفئا يتخلل جسدي ..
ينسيه قشعريره ذلك الصباح الخريفي..
أو لعلي أحضى بابتسامة طفولية ..
ترسم حاضرا من السعادة والأمل ..
فتنطق شفتاي قائلة !..
كم تشبه الخريف ياعمري !..
خريف ذو قلب جليدي ..
رغم دفئه أحيان كثيرة ..
إلا أنه فضل الاستسلام ..
استسلاما ترجمه بالرحيل بعيدا ..
نعم لقد رحل !
بدون كلمة بدون سابق إنذار ..
مع أن رحيله كان مرسوما على وجهه ذات يوم ..
إلا أن الموعد كان مبهما مجهولا ..
رحل كما ترحل أوراقٌ الشجر عن الشجر ..
تركني واقفه أنتظر..
لم أشأ أن أتحرك من مكاني ..
سوف يكون طريقي عكس طريقه أمراً محتوما ..
ذلك ما جعلني أسكن مكاني ..
متمسكة بدخان من الأمل..
فقدت جميع قواي فصرخت في داخلي ..
كم تشبه الخريف ياعمري ..؟
أمسكت دموعي ..استشعرت ما بداخلي .. إنهارت كل أحاسيسي ..
لم أعد أحس بالألم.. صار العذاب رفيقي الحميم..
فأصبحت مثل صورة بالأبيض والأسود ..
معلقة على جدار من جدران الأمس ..
حينما نظرت إليها ..تساءلت ..لماذا نبتسم دائما في الصور ؟
هل نضحك على أنفسنا ..؟
لماذا لا نجد مجالا آخر كي نبتسم..؟
وأنا غارقة في تساؤلاتي ..
طرقَتْ باب ذاكرتي ..
صفحاتٌٌ من الزمن ..
لم تكن ككل الصفحات ..
بل كانت ملونة..
أخدتها برفق وراجعتها ..
بابتسامة لم تفارق ثغري..
بعد أن انتهيت من قراءتها ..
ركنتها جانبا ..
وعدتُ لأكمل خاطرتي ..
وجدتٌني لازلت واقفةً جامدةً وسطَ الطريق ..
ليس من ونيس لي غير أوراق تناثرت هنا وهناك ..
هي أيضا همت بالرحيل ..
أما أنا فسأنتظر..
لن أرحل !
لأني أعلم يقيناً ..
أن تلكـ الأشجار ستٌزهر ..